معظمنا يستمتع بمشاهدة الأفلام، ولكن القليل جدا منا يدرك ما يذهب وراء صناعتها، والكثير من العمل الشاق الذي يتطلبه إخراج مشهد واحد على الشاشة! إذا كنت من عشاق الأفلام والسينما، فربما كنت في غاية الحماس والشوق لمشاهدة Avatar عندما تم عرضه لأول مرة، بفضل مؤثراته البصرية المتطورة وأسلوب التصوير المبتكر. وإذا كنت من المعجبين بسلسلة Harry Potter، فقد شاهدتها عدة مرات وتعرف تفاصيل هوجورتس وأزياء الشخصيات وغيرها من التفاصيل بدقة. لكن هل تساءلت قط عن كم من الوقت والجهد يتطلبه إنتاج هذه الأفلام، وكيف يتم إخراج مشهد واحد إلى الضوء، وما العمليات والخطوات التي يمر بها كل مشهد قبل أن نشاهده على الشاشة؟ في الواقع، من الصعب فهم عملية صناعة الأفلام بالكامل إلا إذا كنت قد مررت بها بنفسك. في هذه المقالة، سنستعرض معك الستة المراحل الرئيسية التي يمر بها إنتاج الأفلام، سواء كانت أفلام سينمائية أو وثائقية أو إعلانية.
ما هي صناعة الأفلام:
بمعناها الأشمل، هي فن تقديم القصص والأفكار بصورة بصرية، حيث يتم تحويل رؤية أو فكرة من الخيال إلى عمل فني سينمائي متكامل. هذه العملية تشمل سلسلة من المراحل المتداخلة والمفصلة، والتي تستخدم مجموعة من الأدوات والتقنيات الفنية والتكنولوجية. تبدأ العملية بفكرة أو مفهوم، تمر بكتابة السيناريو، التصوير، التحرير، وتنتهي بالتوزيع والتسويق للعمل السينمائي المكتمل.
الصناعة السينمائية تعبر عادة عن خمس مراحل أساسية، الابتداء بالفكرة واختيار الممثلين وفريق العمل، التحرير، وأخيرا التسويق والتوزيع للفيلم.
أولاً- التصور العام:
تتضمن هذه المرحلة تطوير القصة أو السيناريو، قد تكون بناءً على كتاب، أو فيلم قديم، أو حدث حقيقي، أو أيضًا يمكن أن تكون فكرة مبتكرة. عند الحصول على الموافقة، يبدأ المخرج العمل مع الكتاب للتوصل إلى خطة مفصلة تتضمن كيفية تقدم الفيلم خطوة بخطوة.
ثانياُ- ما قبل الإنتاج:
هذه المرحلة تعد مرحلة حاسمة في أي مشروع سينمائي، حيث يتم التخطيط لكل خطوة تتعلق بإعداد الفيلم. تشمل كل العمليات الإبداعية والتخطيطية التي تسبق بداية تشغيل الكاميرات، بدءًا من تطوير الفكرة الأولية وصولاً إلى الأعمال الفنية والمشاهد. سواء أكنت تعمل على فيلم قصير أو فيديو موسيقي أو فيلم وثائقي أو فيلم روائي طويل، فإن خطة الإنتاج القوية تعد أساسًا لنجاح الفيلم.
ثالثاُ- لإنتاج:
مرحلة الإنتاج تبدأ عندما يبدأ العمل الحقيقي على الفيلم. الهدف الأساسي هنا هو الحفاظ على الميزانية المحددة والالتزام بالجدول الزمني. يستعد طاقم العمل بإعداد المعدات، بينما يستعد الممثلون بالأزياء والمكياج. يبدأ الجميع التدريبات اللازمة، سواء أمام الكاميرا أو خلفها. المخرج يعمل مع الممثلين وطاقم العمل لضمان سير العملية بسلاسة.
رابعاُ- التصوير السينماتوغرافي:
مرحلة التصوير السينماتوغرافي تعد أكثر المراحل تكلفة وتحديًا في عملية الإنتاج السينمائي، بسبب تكاليف الأجور الخاصة بفريق العمل والمخرج والممثلين، بالإضافة إلى تكاليف الدعائم واللقطات الخاصة. تعمل كل المراحل السابقة كإعداد لهذه المرحلة. عندما تدور الكاميرات، يبدأ العد التنازلي الحقيقي، وبالتالي، يكون من الضروري التزام المخرج بالجدول الزمني والبقاء ضمن الميزانية المحددة قدر الإمكان
خامساُ- مرحلة ما بعد الإنتاج:
هنا يتم تحويل الفيلم من مجرد سيناريو إلى تحفة سينمائية مدهشة تأسر القلوب. إنها عملية تعاونية جميلة يحتاج فيها التنظيم الدقيق والاهتمام بالتفاصيل، وقد تستغرق عدة أشهر أو حتى سنوات، حسب حجم المشروع وميزانيته، و تشسير وفقاً لما يلي:
1- تحرير المشاهد: حيث تنقل اللقطات إلى أنظمة التحرير الحديثة مثل Avid أو Final Cut Pro. يقوم المحرر بقص الفيلم بإتقان واستنادًا إلى رؤية المخرج، ليخلق تسلسلًا زمنيًا متناسقًا ومؤثرًا للقصة.
2- تحرير الصوت:فالصوت لا يقل أهمية عن الصورة في صناعة الأفلام، وهو يساهم بقوة في إبراز تجربة المشاهدة من خلال إضفاء الجودة الصوتية واستخدام المؤثرات الصوتية ببراعة.
3- الموسيقى: هي عنصر حيوي في الأفلام المسرحية، فهي تبرز المشاعر والمزاج وتجربة المشهد. يعتمد المخرج عادةً على مؤلف موسيقي موهوب لإنشاء تصوير موسيقي أصلي يتناغم مع أحداث الفيلم.
4- المؤثرات البصرية: التي تعطي الفيلم اللمسة السحرية والخيالية، حيث يقوم بها الفنانون والمهندسون بواسطة الكمبيوتر لإثراء القصة وجذب الجمهور.
5- مزج الصوت: لضبط مستويات الصوت بشكل متناغم، مما يضمن التوازن المثالي بين الموسيقى والحوار والمؤثرات الصوتية، ليحصل المشاهدون على تجربة مشاهدة مده.
6- تصحيح الألوان: هنا حيث يمر المصور خلال كل لقطة لضبط وتحسين درجات الألوان والضوء رقميًا لخلق استمرارية وإضفاء حالة مزاجية. لذا نحن نولي التلوين السينمائي اهتمامًا خاصًّا؛ وذلك لكونه عنصرًا أساسيًا في خطة الإنتاج، وكل ذلك يكون تحت إشراف مخرجٍ ومصورٍ سينمائي.. يتعاونان معًا لبناء نمطٍ مبهر ومتقن.
سادساً- التوزيع:
هو المرحلة الأخيرة من عملية الإنتاج السينمائي. في هذه المرحلة، يتم تسويق وتوزيع الفيلم على المنتجين والشركات المعنية لكي يتمكنوا من استرداد أموالهم وتحقيق أرباح. يعمل هؤلاء المنتجين على التفاوض وإبرام صفقات مربحة لتوزيع الفيلم بين دور السينما والمنصات الأخرى المختلفة المتاحة لعرض العمل.
